مملكة الشريف الادريسي أمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسم الله الرحمن الرحيم يتبع في القرآن الكريم في إطار الصورة والجوهر الصلة بين الصورة والحقيقة

اذهب الى الأسفل

بسم الله الرحمن الرحيم يتبع في القرآن الكريم في إطار الصورة والجوهر الصلة بين الصورة والحقيقة Empty بسم الله الرحمن الرحيم يتبع في القرآن الكريم في إطار الصورة والجوهر الصلة بين الصورة والحقيقة

مُساهمة  عطيه بحري الأربعاء أغسطس 15, 2012 12:27 am

إن الذي اجمعت عليه كلمة العلماء حسبما أشرنا لهو الحق في هذه المسألة، ولكت تقريبه إلى الأذهان، وتنزيله إلى عالم العقول والأفهام بِجَلِيّ الحجة وقويم البرهان لهو الذي يحتاج إلى توفيق ومدد من الله سبحانه. وهذا ما أحببت ان يسهم هذا البحث بدور فيه بعون الله وتوفيقه، فأقول وعلى الله الاتكال:
أن الحقائق الوجودية المجردة تظل في معزل عن تصورها وادراكها في العوالم التي لا تجانسها حتى تتنزل عليها بصورة تجانس ما تهيأ لديها وتوفر عندها من وسائل الادراك، وهذا ما يطلق عليه عالم تدلي الحقائق، أما الوسيلة الأخرى فتكون بالتزود بملكات، وأسباب إضافية، واكتساب أوصاف ومقومات ضرورية هي من لوازم التجانس مع عوالم تلك الحقائق تشهدها على ما هي عليه دون زيادة أو نقصان، وعند ذلك يحصل اليقين القائم على المشاهدة والعيان. وهو ما يسمى بعالم الترقي وكلا الوسيلتين محققتان بالنسبة لصفة الكلام الالهية القائمة بذاته سبحانه وتعالى. وهما من أسباب ووسائل المعرفة الربانية التي كشفت عنها آيات القرآن وإن لم تكونا من الوسائل والاسباب المتعارف عليها عند عموم البشرية.
أما عن التزويد والإمداد بهذه الاسباب الربانية المتوقف عليها أمر المعرفة الغيبية الخارجة عن حدود طاقة وقدرة الانسانية فقد وردت منسوبة الى الله وحده حيث لا سبيل لها سواه .
فانظر حين أراد الله ان يبلغ خليله مرتبة اليقين في المعرفة بملكوت السموات والأرض كيف أخبر عن ذلك بقوله:
"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ".
فتبين أن المعرفة اليقينية التي لا تقبل الشك مبناها على المشاهدة الحقيقية، الواعية والمتفهمة للأسرار التي تقوم عليها، والسنن والنواميس التي تحكمها، الامر الذي يتأتى معه أمر توظيف هذه المعارف وتسخيرها في إطار أمر الله وإذنه، ولما كانت الوسائل البشرية للرؤية عند ابراهيم عليه السلام لا تنفذ من إطار السماء الدنيا، بل ولا تبلغ ما دونهما مما هو من زينتها من النجوم التي تبعد عن الارض ملايين السنين الضوئية كما هي مقررات العلم في هذا الزمان لم ينسب الرؤية اليه:"نُري ابراهيم"، ولا يشك مؤمن في قدرة الله على ذلك، ولكنه لم يكشف لما عن الكيفية التي بها أراه، لأن ذلك سر من اسرار القدرة الالهية لا يمنح الا لأهل الخصوصية من عباد الله، والا فالقاضي والداني يتمناه، وكل هذه الأموال التي تنفق بلا حساب في غزو الفضاء لا مبرر لها سوى الوقوف على الحقائق الكثيرة التي يجهلها بنو الانسان.
وحينما أراد الله أن يختص آدم بعلم ينفرد به عن الملائكة يعز به شأنه ويرفع به درجته قال"وعلم آدم الأسماء كلها" ولم يقل تعلم لأنه لم يوجد ما يباشر به أسباب العلم والمعرفة، لكنه كشف عن ذلك في موضع آخر بقوله سبحانه وتعالى:
"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ"
ونحن لا نعلم كيفية هذه النفخة وحقيقة ما تنطوي عليه من الإمداد بالمعرفة وأسبابه. لكن الذي هم من ثمارها قد تجلى في رفعة شأن آدم عليه السلام في العلم بما لم يتح لأحد قبله من عموم الملائكة رغم ما هم فيه من كرامة وتكريم.
وكذلك الشأن بالنسبة للكلام فإن الله جل شأنه قد اصطفى من شاء من عباده وأهلهم بما زودهم به من اسباب لسماع كلامه القديم على ما هو عليه في ذات الله وحقيقته، كما قال سبحانه:
l تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ".
ومن هذا القبيل خصوصية موسى عليه السلام التي هي من أعظم منن الله عليه. قال تعالى:
"قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ"
وقال سبحانه وتعالى:"وَكَلَم الله ُ مُوسى تكليما"
فعالم الترقي القائم على الاصطفاء والاجتباء لا مجال للشك والتردد فيه بل أن محور الايمان قائم على التصديق به ، والكفر اساسه التكذيب به.
أما فيما يختص بوسيلة المعرفة الربانية الأولى فإنها كذلك مشهورة في القرآن وتطفح سورة بالأمثلة الدالة عليها ، فيما تضمنته من الكشف عن الثمرات الواصلة لمن اختصهم الله بها. بل ان كل مظاهر التترلات الربانية لهي من مشاكتها، والواصل منها الى كل من اصطفاه الله من عباده لهي أمثلة حيه منها لا مجال كذلك لجحودها او التشكك في امرها.
فمن ذلك في عالم الافعال الالهية الاحياء والامانة في دعاء ابراهيم عليه السلام لربه :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
فالملاحظ من الآيات أن طلب إبراهيم عليه السلام كان منصبا على إراءته كيفية الاحياء. وهذا أمر زائد في المعرفة على مجرد الايمان الغيبي بقدرة الله على ذلك ، فإنه يتساوى به مع سائر المؤمنين الذين لا يشكون في قدرة الله على ذلك ، وهو لا شك قد أراد ان يتجاوز هذه المرتبة من الايمان بدليل حصولها عنده من قبل الطلب بإجابته على السؤال بقوله بلى، وكانت الإجابة بأن خصه بالسر الذي يكون به الإحياء، وحينما ملّكه إياه كان الإحياء بمجرد الدعوة لهن بإذن الله من وقبله. وهذه آية عيسى عليه السلام، فالمشاهد لا يرى الا الثمرة المتمثة في الاحيلء أما عن الذي قام في عالم من صدر منه الامر، وكيفية سريانها فيمن عادت له الحياة. فهذا سر من الأسرار لا يدركها الا من زوده الله بها، وتنزلت عليه.
وهو كذلك في قوله تعالى لنبيه:
""وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى
وقوله جل شأنه في حقه صلوات الله وسلامه عليه:
"{"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
وألمس أن المجال لا يتسع لذكر المزيد ، لأنه سبيل لدرك كنه هذه الاشياء خارج من تترلّت عليه، وانما قصدنا تقريب الحقيقة الى الاذهان. لتستوعبها بعيدا عن الظنون والاوهام .وهذا مالا الا بضرب الامثلة التي تقرب عالم الحقائق المجردة الى العقول، وصدق الله العظيم حيث يقول:
"وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "

فأقول وما توفيقي الا بالله العلي العظيم ...

عطيه بحري

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 12/08/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى