مملكة الشريف الادريسي أمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحباب الله

اذهب الى الأسفل

أحباب الله Empty أحباب الله

مُساهمة  عطيه بحري الثلاثاء أغسطس 14, 2012 4:41 am

بسم الله الرحمن الرحيم
صورة القرآن الكريم في أذهان العلماء
من خلال تعاريفهم للقرآن
تعريف الفقهاء والأصوليين وعلماء العربية:
لما كان الغرض من التعريف تمييز الشيء عن كل ما عداه، بذكر خصائصه المنفرد بها عما سواه، وكانت الخصائص متعددة في القرآن الكريم، فقد اختلفت العبارات الواردة عنهم من حيث الشمول لها، أو الاقتصار على بعضها، أو التوسط في ذكرها.
فمن أطنب عرفه بأنه: كلام الله المنزل على نبيه محمد صل الله عليه وسلم، المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف،من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.
ومن اقتصر قال في تعريفه: هو الكلام اللفظي المعجز المنزل على النبي صل الله عليه وسلم.
والذين توسطوا قالوا: هو اللفظ المنزل على النبي صل الله عليه وسلم المنقول عنه بالتواتر المتعبد بتلاوته.
ومما لا خلاف فيه أن لفظ القرآن يطلق شرعا على النقوش الدالة على الكلام اللفظي باعتبار أنها دالة نفس القرآن ، لا أنها نفس القرآن،فيقال مثلا : إن المصحف يحوي القرآن كله، وليس في المصحف إلا النقوش الدالة عليه.
من خلال هذه التعاريف التي أوردناها نلمس جليا أن الصورة المرسومة للقرآن الكريم لا تتعدى الصورة اللفظية المسموعة بالآذان، والصورة الكتابية الماثلة للعيان. وإنما كان التركيز من قِبلهم على هذا الجانب،لأن غايتهم من البحث ووجهتهم من النظر في الكلام الإلهي هي ما تضمنه من الأحكام الشرعية والتوجيهات والآداب الربانية، وما يحتويه من الحجج والفراقين العلية الكاشفة لزيف الأوهام والظنون والجهالات البشرية، وما تصور الألوهية والربوبية، وتجلية الحق وتقرير منهج الاستقامة، فضلا عن كونه معجزة الرسالة الخالدة، وآية صدق النبي الباقية ، التي لم تزل رافعة علم التحدي للثقلين جميعا، وما يستتبع ذلك من مجالات للبحث واسعة في كل ما لها من خصائص ومزايا انفردت بها عن كلام البشر، وما يكتنفها من صور الهدايات وصنوف المعارف وكنز الأسرار التي ما زالت دفينة في ثنايا السور وتصاريف العبارات.
ومثل هذا التصور للقرآن الكريم هو المتبادر إلى الذهن في كثير من الآيات، يكاد لا يخطر على الذهن غيره. نحو قوله سبحانه:
" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"
فإن الذي يقرؤه كل من يريد قراءة القرآن إنما هو صور كلماته المرتسمة في الأذهان أو المصحف، ولا يوجد منه حال القراءة إلا صورة لفظية واحدة، قد أطلق عليها بنص الآية أنها القرآن. وكذلك قول الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم:
"وَإِنْ أَحَد مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ"
ومعلوم بداهة أن المستجير بالنبي صل الله عليه وسلم من أجل سماع كلام الله تبارك وتعالى لا يسمع حين يسمع إلا صورة اللفظ الخارجة بين شفتي النبي صلوات الله وسلامه عليه، وهذه الصورة اللفظية قررتها الآية انها كلام الله.
وهو أيضا واقع ما يدل عليه قول صل الله عليه وسلم:
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
فإن التعليم والتعلم لا يتم إلا من خلال الصورة الكتابية واللفظية للقرآن الكريم.
وبالرغم من كل ذلك فإن هذا دل على وجه للقرآن الكريم في مرحلة من مراحل تنزله، إلا أنه لا ينفي غيره من الوجوه المتنوعة التي تتكشف للمرتقي في عالم التحقق بكل ما تضمنه القرآن. فإن لكل وجه من هذه الوجوه المتنوعة التي تنكشف للمرتقي في عالم التحقق بكل ما تضمنه القرآن. فإن لكل وجه من هذه الوجوه صورة وجودية حقيقية ، تتناسب والعوالم المتنزلة إليها، لها طابعها المعجز وصفتها المتميزة بها، وخصائصها الفعالة في عوالم الموجودات الإلهية،فضلا عن الحقيقة الوجودية للكلمات القرآنية في عالم الذات الصادرة منها والمنبثقة عنها بما تحمله من خصائص وشؤون هذه الذات وبكل ما لها من الكمالات المتمثلة في بديع الأسماء والصفات.
هذا الذي من أجله خالف علماء الكلام ما سواهم في تعريفهم للقرآن الكريم حيث لم يجدوا في التعاريف السابقة ما يسعفهم في بحثهم عن صفات الله النفيسة ومنها على وجه التحديد صفة الكلام الإلهي.
تعريف علماء الكلام للقرآن: يقول الاستاذ الكومي تحت هذا العنوان:
"إن الفقهاء والأصوليين وعلماء العربية حينما يعرضون للقرآن ويذكرونه في بحوثهم لا يريدون منه سوى أنه المنزل على النبي صل الله عليه وسلم على ما تقدم بيانه. ولكن علماء الكلام يذكرونه في كتبهم عند الكلام على صفة الكلام أن النبي صل الله عليه وسلم قال :"القرآن كلام الله غير مخلوق"فإن المراد من القرآن هنا: الكلمات القديمة القائمة بذات الله سبحانه من أول الفاتحة إلى آخر الناس لا الكلام اللفظي المنزل عليه صل الله عليه وسلم بقرينه قول: غير مخلوق" أ.هـ
ويقول الدكتور أبو شهبة:
"وعرفه المتكلمون بأنه: الصفة القديمة القائمة بذاته تعالى المتعلقة بالكلمات الحكيمة من أول سورة الفاتحة إلى آخر الناس"
_ويشرح لنا هذا التعريف بقوله_:
وهذه الكلمات الحكمية أزلية مجردة عن المواد مطلقا حسية كانت أو خيالة، أو روحانية، وهي مترتبة غير متعاقبة، وذلك مثل الصور تنطبع في المرآة، مترتبة غير متعاقبة.
وقالوا: أنها حكيمة لأنها ليست ألفاظا حقيقية مصورة بصورة الحروف والأصوات.
وقالوا: أنها ازلية ؛ ليثبتوا لها معنى القدم.
وقالوا: أنها مجردة عن المواد مطلقا_أي الحروف اللفظية أو الذهنية أو الروحية_ لينفوا عنها أنها مخلوقة.
وقالوا: أنها غير متعاقبة، لأن التعاقب يستلزم الزمان والزمان حادث" أ.هــ
أقول وبالله التوفيق....
يتبع.....

عطيه بحري

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 12/08/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى